حذ موعـــــظة يا اخــــى

اخى واختى هذه قصة حقيقية وليست من واقع الخيال . فلنرجو الموعظة منها ان شاء الله تعالى
كان ولدا صالحا يعيش مع ابواه يقول كم كانت اللحظة قاسية عندما تركت امى التى تذكرنى بالقرآن وتعلمنى كيف أتلوه وابى الذى كان يحثنى دائماً على صلاتى والجماعة معه وصحبته الطيبة. فى الحقيقة هما كانا سبب طاعتى لله وقربى له بتذكير امى وابى بمواعيد الصلاه وغيرها. تركتهما للعمل فى بلد اخر كنت اعانى من الوحدة ولكن مع الوقت هون اصدقاء الغربة هذا الالم ببعدى عن والداى. ولكن لم يكونوا مثل ابى وامى قط. فقد الهونى عن ذكر الله والصلاة وغيرها....... ولم انتبه لما بعدت عنه
عملت بقطاع عام لمراقبة الطرق السريعة ومنع الحوادث المساعدة فى اللحاق بها فى الصحارى والطرق النائية عن البلدة .
وفى يوم من الأيام... كنت اقف مع صديق لى فى العمل وبنما نحن نتدارج اطراف الحديث سمعنا صوت اصطدام بين سيارتين تتبعت الصوت حتى وجدت عربتان هما المصطدمتان فذهبت للاولى فوجت صاحبها قد مات. اما الاخرى فعندما ذهبت وجدت بها رجلان تنذف دمائهما من مكان .وسمعنا صوت دندنة غناء واخذ صديقى يلقنهما الشهادة. فاخذ صوتهما يرتفع بالغناء.وصديقى يقول قولا ــ لا اله الا اله ــ وصوتهما يرتفع بالغناء اكثر فاكثر....... لا ادرى لما يفعلوا هذا لا ادرى فاخذت عيناى تسقط الدمـــــوع لا ادرى كيف .ولا استطيع ايقافها ...يــــــــــاللـــــه
لم ترى عينى شيئاً كهذا من قبل. ثم فجأة سكت الصوت العالى العفى الذى كان يردد معصية لله فى لحظات الموت وسكن الجسد القادر على هذا . يــــــاحسرتاه ماتا عاصيين لله وبدلا من ان ينطقا بالشهادة. نطقا بالغناء والرقص و كلمات الغزل . يــــــــــــاللـه لقد مرت ايام على بعد هذا الحادث تأبى فيها نفسى الطعام والشراب بل والكلام.....
ايام عُدت فيها مرة اخرى للصلاة وقراءة القرآن... ولكن أيام اخرى ونسيت ما حدث وكأنه لم يحدث.........
وفى يوم آخر كنت أقف مع زميل آخر فى العمل غير الذى شاهد معى الحادث . كنا فى كبرى من الكبارى الكبيرة والمعروفة هناك .
وبينما اتحدث معه سمـعنا صوت اصطـــــدام قوى تكاد اذناى تتمزق من حدته. اخذت اركض الى مكان الحادث .يـــاربـــى وجدت رجلا كان يصلح العجلة وقد صدمته سيارة مسرعة ــ هذا ما قاله صاحبها ــ والرجل ينزف نزيفا جارفا وقد خشيت ان تننفذ دمائه .فأخذناه معنا فى العربة وبينما تنفذ دمائه سمعنا صوت عذب نقى صافى ألا وهذا الرجل يرتل القرآن وهو فى لحظة يكاد ان بنتهى اجله فيها فعجبت لما اسمع انه لم يفكر فى حاله إن مات ولم يفكر فى اولاده واهله . بل فكر فى شىء واحد ليس له ثانى لقد فكر فى آيات القرآن. يـــاالـلـــــــه كم ان هذا الرجل اثار فى نفسى الفزع . فلم ارى مثله فى حياتى لم ارى رجلا يتمنى الموت بل وأعد لموته فى لحظة قد هُلك فــيها بما يكفى. وقبل أن القنه الشهادة مثل ما فعل زميلى فى الحادث الآخر.رفع سبابة اليمنى وقال بصوت هادىء لا اله الا الله محمد رسول الله. ثم اغمض عيناه ومالت رأسه على يمينه وسكن الجسد الطاهر .
فصرخت بصوت عال لا اعلم كيف وشعرت بضيق لم اشعر به من قبل واخذت عيناى تسقطا الدمع الحار لا اعرف كيف يـــــــــــــــاالله. يـــــــاربى اخذت ابكى وابكى بحرقة. لم ابكى هكذا من قبل حتى ان زميلى لم يستطيع تهدئتى
ثم اخذناه الى مستشفى لتتم إجراءات الدفن .
اما عن يوم الدفن والجنازة فإنها كانت مليئة بالناس من كل صوب وحدب وعلمنا انه كان يذهب الى البلد كل اسبوع يعطى الفقير ويفرق الاموال والملابس وغيرها كان يعطى الهدايا واللعب للأطفال كان يجد العرسان للفتيات يُجهزهم . كان يُحفظ القرآن للاطفال والكبار والشيوخ .كان يعتنى بالمرضى والعجزة وغيرهم.
ومن بعدها أصبحت إنسان آخر. وقد شاء الله هدايتى على يد هذا الرجل وقد شاء الله ان يكتب له عودة مسلم وثوابها حتى بعد وفاته.......

فيــــــــــاللـــــه ياواسع الرحمة يا حنان يا منان يا مجيب يا غفار يا قهار ارحمنا واهدنا يارب العالمين
يــــالله ارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الفاسق