يجب أن يكون وقف النار نهائيا"منقول عن احد الصحائف الفلس

اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه بين "فتح" "وحماس" لم يكن الاول ولا الثاني ولا الثالث، فقد تجاوزت اتفاقات وقف اطلاق النار العشرة منذ ان بدأت مأساة الاقتتال المدمر بين الجانبين، لكننا نأمل، ما يأمل كل فلسطيني ان يكون هذا هو الاتفاق النهائي واغلاق هذا الملف المخجل كليا لكي يخرج شعبنا من هذه الحالة المشينة التي وضعه المقتتلون فيها.
لقد اثارت موجة الاقتتال التي نرجو ان تكون الاخيرة الكثير من الاحباط والمعاناة على المستويات الانسانية والسياسية والاقتصادية على الصعيد الفلسطيني اولا، وعلى الصعد العربية والاسلامية والدولية، ولم يستطع احد من المقتتلين او قياداتهم او الوسطاء والدبلوماسيين اقناع اي احد بدوافع هذا الاقتتال واسبابه ومبرراته ، كما لم يستطع احد انكار اثاره المدمرة بعيدة المدى.
ولقد كان من المضحك المبكي متابعة الصواريخ الاسرائيلية وهي تقتل وتدمر في انحاء متفرقة من قطاع غزة، في الوقت نفسه الذي كان الاخ يقتل اخاه او هذه المجموعة تدمر هذا المقر او هذه المؤسسة لان المقر او المؤسسة محسوبان على الطرف الاخر.
كم كان الامر مؤلما، وكم كان المشهد قاسيا، ولا نعرف في الحقيقة ان كان المقتتلون يقدرون عمق هذا الالم وهذه القساوة، او ان كان الامر يعنيهم اساسا ام لا، لانهم لو كانوا يعرفون ذلك او يحترمونه، لما كانوا واصلوا الاقتتال المرة تلو المرة، ولما كانوا وضعوا المصالح الخاصة فوق المصلحة الوطنية.
لقد سمعنا ان رئيس الوزراء دعا المسلحين الى اخلاء الشوارع واسطح المنازل والعودة الى مقارهم وثكناتهم، كما دعا الى الالتزام بوقف اطلاق النار وبالتعليمات الصادرة من الجهات المسؤولة وصاحبة الصلاحية، كما سمعنا ان المجلس المشترك للفصائل الكبرى يواصل اتصالاته مع كل الاطراف لضمان استمرار وقف اطلاق النار وتابع الرئيس محمود عباس الاحداث عبر الاتصالات مع قيادات "حماس" في الخارج والداخل ومن خلال موفديه الى غزة.
ولا بد من الاشادة دائما بالدور المصري والمساعي الحثيثة التي لا تعرف الكلل او الملل من اجل التوصل الى وقف اطلاق النار واستمرار الالتزام به.
ان هذه المساعي يقدرها الفلسطينيون تقديرا عاليا ويتابعون مساراتها بكل اهتمام، ولكنهم يريدون ترجمة لهذه المساعي ميدانيا وعلى ارض الواقع.
تبقى ملاحظة اخيرة نرى انها قد تكون حاسمة وهي مدى التحرك الشعبي ضد المقتتلين ، لقد خرجت تظاهرات متواضعة في اكثر من موقع في القطاع، وصدرت بيانات ادانة او استنكار كثيرة، لكننا ندعو هنا وبكل قوة ووضوح الى ضرورة خروج مئات الالاف وفي كل المواقع للتنديد بالقتال والمقتتلين وسحب ثقة الناس من هؤلاء الذين يتاجرون بقضيتهم ودمائهم ومستقبلهم.





المصدر : صحيفة القدس الفلسطينية