طيبـــة الزمان

هناك مدن كثيرة لايمكن مقارنتها باخرى، وهناك مدن تدخل القلوب ولا تخرج منها وهناك مدن تتشوق لرؤيتها العيون ويشد لها الرحال ، وهناك مدن يقف الفكر طويلا على ابوابها ليستلهم تاريخها العاطر ، والمدينة المنورة او طيبة الطيبة جمعت كل هذه الصفات. وحينما نتذكر ماضى هذه المدينة التى شرفها رب العالمين فكأن التاريخ يجئ محمولا على وت سعد بن معاذ وهو يقول : " يارسول الله لقد آمنا بك وصدقناك ، وشهدنا لانا ماجئت به هو الحق ، واعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا ، فامضِ يا رسول الله فنحن معك ، والذى بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ". وكأننا نستلهم لحظة التقاء الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه مع طلائع بيعة العقبة والباء بن مغرور يأخذ يد الرسول الكريمة ويقول : "ونعم والذى بعثك بالحق لنمنعك مما نمنع منه انفسنا فبايعنا يا رسول الله وابناء الحروب واهل الحقلة ورثناها كابراً عن كابر. ولكأننا فى لحظة استقبال اهل المدينة للرسول العظيم على مشارف طيبة الطيبة ، وموكب الرسول يسير وسط الجموع التى تهفو اليه بأفئدتها شوقاً وحباً والألسن وحباً والألسن تردد :
طلـع البدر علينا من ثـنــيات الوداع
وجب الشكر عليــــــنا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع
وجاء تكريم رب العالمين لرسوله الكريم ولأهل المدينة الطيبين فجعل هذه المدينة بلداً حراما تحرسه الملائكة ، وباك فى صاعها ومدنها و ثمرها ، وحفظها من الفتن و الأوبئة.